السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الخير كله ياشيخ
في موضوع قريته في احدى المنتديات وقد روادني الشك واردت التأكد منه بارك لله فيك ..
أقوى المشاهد الواقعية
المشهد الاول
سكون يخيم على كل شيء ..
صمت رهيب و هدوء عجيب ليس هناك سوي موتى و قبور ..
انتهى الزمان و فات الاوان صيحة عالية رهيبة ..
تشق الصمت يدوي صوتها في الفضاء توقظ الموتي ..
تبعثر القبور ..
تنشق الارض ..
يخرج منها البشر ..
حفاة عراة ..
عليهم غبار قبورهم ..
كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة لا كلام...
ينظر الناس حولهم في ذهول ..
هل هذه الارض التي عشنا عليها ؟؟
الجبال دكت ..
الانهار جفت ..
البحار اشتعلت الارض غير الارض ...
السماء غير السماء..
لا مفر من تلبية النداء ..
وقعت الواقعه
الكل يصمت الكل مشغول بنفسه لا يفكر الا في مصيبته ..
الان اكتمل العدد من الانس والجن والشياطين والوحوش الكل واقفون في ارض واحدة ..
وفجأه
تتعلق العيون بالسماء انها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب رعبا والفزع فزعا ..
ينزل من السماء ملائكة اشكالهم رهيبة ..
يقفون صفا واحدا في خشوع وذل ..
يفزع الناس يسألونهم ..
أفيكم ربنا .. ؟
ترتجف الملائكة ..
سبحان ربنا ..
ليس بيننا ولكنه آت ..
يتوالي نزول الملائكة حتي ينزل حملة العرش ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا في صمت الخلائق..
ثم ينزل الله تبارك وتعالي في جلاله وملكه ويضع كرسيه حيث يشاء من ارضه
ويقول سبحانه
يا معشر الجن والانس اني قد انصت اليكم منذ ان خلقتكم الي يومكم هذا اسمع قولكم و ابصر اعمالكم ..
فانصتوا اليّ
فانما هي اعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم .
فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه
الناس ابصارهم زائغة والشمس تدنو من الرؤس من فوقهم لا يفصل بينهم وبينها الا ميل واحد
ولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف ..
انا وأنت واقفون معهم نبكي دموعنا تنهمر من الفزع والخوف ..
الكل ينتظر ويطول الانتظار خمسون ألف سنة ..
تقف لا تدري الي أين تمضي الي الجنة او النار ..
خمسون الف سنة ولا شربة ماء ولا لقمة ..
تلتهب الافواه والامعاء ..
الكل ينتظر يطلب الرحمة .
البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب الي النار من هول الموقف وطول الانتظار .
لهذه الدرجة نعم .
ماذا أفعل ..
هل من ملجأ يومئذ من كل هذا ؟؟
نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة
الذين يظلهم الله تحت عرشه
منهم شاب نشأ في طاعة الله
ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد
ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
هل أنت من هؤلاء؟؟
الأمل الأخير..
ما حال بقية الناس ؟
يجثون علي ركبهم خائفين ..
اليس هذا هو آدم عليه السلام أبو البشر ؟ لليس هذا من أسجد الله له الملائكة ؟ الكل يجري اليه .
اشفع لنا عند الله اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف ..
فيقول : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ..
نفسي نفسي. .
يجرون الى موسى عليه السلام فيقول :
نفسي نفسي .
يجرون الى عيسى عليه السلام يقول :
نفسي نفسي ..
وأنت معهم تهتف
نفسي نفسي .......
فإذا بهم يرون محمد صلي الله عليه وسلم
فيسرعون اليه فينطلق الى ربه ويستأذن عليه فيؤذن له
ويقال سل تعط واشفع تشفع ..
والناس كلهم يرتقبون
فإذا بنور باهر إنه نور عرش الرحمن و تشرق الأرض بنور ربها ..
سيبدأ الحساب ..
ينادى ..
فلان بن فلان ..
إنه اسمك أنت تفزع من مكانك ..
يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك
يمشون بك في وسط الخلائق الراكعة علي أرجلها
و كلهم ينظرون اليك ..
صوت جهنم يزأر في أذنك ..
وأيدي الملائكة علي كتفك ..
ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال .....
ويبدأ مشهد جديد..
هذا المشهد سادعه لك أخي ولك يا أختي
فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته من خير وشر..
هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟
هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه ؟؟
هل عملت بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
هل أديت الصلاه في وقتها ؟؟؟
هل صمت رمضان ايمانا واحتسابا ؟؟؟
هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة ؟؟
هل أديت فريضة الحج ؟؟؟
هل أديت زكاة مالك ؟؟؟
هل بررت أمك واباك ؟؟
هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس أم كنت تكذب وتكذب وتكذب ؟؟
هل كنت حسن الخلق أم عديم الأخلاق ؟؟؟
هل ..
وهل ...
وهل ؟؟
هناك الحساب ....
أما الآن
فاعمل لذلك اليوم...
ولا تدخر جهداَ
و اعمل عملاَ يدخلك الجنه
و يبيض وجهك أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك،
و إلا فإن جهنم هي المأوى ...
و اعلم أن الله كما أنه غفور رحيم هو أيضا شديد العقاب
فلا تأخذ صفه وتنسى الأخرى ....
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
هذا وصف لمشاهد يوم القيامة ، ووصفها جاء في الكتاب وفي السنة .
وليس في هذا الوصف إلا أن الكاتب صاغه بأسلوبه .
غير أن بعض هذه الصور ، وبعض المواقف وقف أمامها بعض العلماء ولم يَجزم فيها بشيء فيما يتعلق بذلك اليوم لا فيما يتعلق بإثباتها .
خاصة ما يتعلق بالعرش والكرسي .
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) :
أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة ، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم ، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء ، والله أعلم بالصواب . اهـ .
فهذا إمام في التفسير لم يَجزم مع ذلك بشيء فيما يتعلق بالآية .
فَحَرِيّ بمن يتكلّم عن مشاهد يوم القيامة بل عن علم الشريعة أن يكون عالما بما يتكلّم به .
والله تعالى أعلم
الشيخ عبد الرحمن السحيم